
الليلة ستعلن اسماء المفقودين الذين سيعودون للوطن جلست على المقعد امام التلفاز بكل لهفتي وحماستي لأربع ساعات متواصله لم يرف لي جفن ، تفقدت
عشرات المرات وضع النظاره الطبيه انتظر اللحظة التي تصف فيها اسماء المفقودين الذين عادو بعد سنوات للوطن .
قلت لنفسي بفرحه لم استطع اخفاءها
” الليله سينتهي القلق ، الليله ستعم الفرحه ان شاء الله”
استمعت للأسماء كلها وقرأت البيان لم أترك فيه حرف حتى حفظته فتشت
بين السطور والكلمات لعل اسم ابني عبدالله من بينهم لكني اسقطته سهوا
حتى شعرت بدموع تحرق وجنتي وكأنني فقدت ابني حديثا ، اشعر بقلبي الان يتمزق اضع يدي على صدري واقرأ ما تيسرلي من القران
ولكن لا
زالت دموعي غزيرة وكثيفه وفكره واحده تخترق روحي ”
لن يعود ابني مع قوافل العائدين للمره الأربعين منذ اندلاع الحرب”
رغم تكرار محاولات البحث لم يجدو ابني ، لسنة اخرى تقطع من عمري لم ينتهي انتظاري ولا فقدي لم ينتهي كمدي على ابني الوحيد ،
لقد كان شابا في اوائل عشريناته حين خطفته الحرب منا
لا لم يمت ولا لم يعد بقي في المنطقه الفاصله ما بين البين ، المنطقة
التي لا امان الموت فيها ولا راحه العوده
راقبت الباب في كل يوم مضى من عمري لعله في اي يوم
يشاء يأتي لكنه لم
يأت رغم طول مراقبتي
لم يمر علي يوما وجه شاب من عمر ابني لم اتفحصه الالاف مرات لعلني اجد
فيه ملامح ابني المفقود واصرخ هذا ابني ردوه لي ولكني حُرمت حتى من
عينيه الحنونتين على انسان اخر
يقول الناس لي
” يام عبدالله الا زلت تنتظرين ابنك بعد اربعين عام؟ ،
لا بد انه ميت وانت تضيعين سنينك عبثا”
لكنني اجيب بهدوء لا يقطع الأمل من عندالله
وهل يعرف الذين ضربتني كلماتهم واسألتهم ماذا تعنيي لوعة فراق قطعة
من كبدك؟
هل عرفو يوما كيف ينزف الانسان على طول طريق حياته وجعا لا ينقضي
ولا يموت ؟
اترك تعليقًا