هاجس سمم فُؤادي

كنت في صدد الكتابة عن موضوع اخر لا يمت للجزع والخوف بصلة اقسم 
لكنني وجدت جزعي وخوفي ينازعني لأكتبه وابكيه 
انا خائفه نعم خائفه دون تزيف ولا مراوغه 
في سنين عمري الاولى في الجامعه انهارت علي عبارات مثل
 “ستتخرجين قريبا ولن تجدي وظيفه” ” لا تشغلي وقتك فالدراسه لا يوجد وظائف !” وهكذا من هنا وهناك سمعت هذه العبارات التي سممت قلبي 
، لم اكن اهتم سابقا لكن الان وانا على اعتاب سنتي الاخيره 
اصابني هذا الامر بالفزع والجزع وكل مرادفات الخوف 
التي اعرفها ولا اعرفها في حياتي 
ويوم عن يوم تأكل نفسي فكره “الجلوس في المنزل بلا عمل ” 
والغرق في الفراغ حتى اخمص قدمي و اكثر ما اثار بي الجزع 
ان اتحول الى الشخص الذي لطالما كرهت ان اكونه الفارغ 
الذي لشده فراغه نصب نفسه قاضيا على المجتمع ونسيي ذاته الخاويه !! 
يتآكل قلبي واحاول ان اطمئن ان اذكر تفسي انني لم اولد 
من بطن امي لأكون شخصا كهذا فارغ متفرغ للناس وثرثرتهم 
وانني سافعل المستحيل كي لااتآكل من الفراغ 
ولكن مهما حاولت تهدئه هذا الخوف يعود ويتسلل إلي الف مره اخرى 
واتفكر ماذا لو بقيت هناك في منتصف الحياه واقفه والجميع من حولي يتحرك ويسقط وينهض ماذا لو بقيت واقفه والجميع من حولي سائرين؟ 
اتمنى ان لا يحدث هذا لي ، 
ان لا تموت الحياه بي وانا حيه واتنفس ان لا اكون هذا الشخص الذي لطالما كرهته وحاولت تجنب حياته ووجدتها اصابتني .