
ستظل تظن ان الصبر سهل وان الرضا محض اختيار بسيط
وان لوعات الأيام ماهي الا جرعات يسهل ابتلاعها
الى ان تصيبك كارثه من الكوارث التي تزلزل قدميك
وتزيغ بصرك وتقلب وجهك في كل مكان باحثا
عن نقطه صبر في صدرك فلا تجد!
وتجاهد صبرك جهادا ما كنت تظنه في ايام الرخاء
وتغضب وتتألم وتنهمر دموعك كلها
ولربما حتى جزعت وسخطت
وتتذكر كل تلك الكلمات والأحاديث التي حفظتها
عن ظهر قلب عن مكانه الرضا وتتسائل في نفسك لماذا تطبيق الرضا ليس يسيرا؟
فتكابد بكل ايمانك محاولا الرضى سائلا الله
ان ينزل على قلبك المفطور صبرا ورضا وسلوانا! حتى لا يضيع عقلك
اقول ان الكلام في غير موضعه وفي غير مصيبه سهل ويسير ولا يحتاج سوى ان تفتح فمك وتبدي رايك
اما ان تبطق احاديث الرضا والصبر وتحاول ان ترضى بما كُتب لك وان تصبر على ما اصابك
فهو والله ليس امرا يسيرا ويحتاج مجاهده
نفس ولكنه بفضل الله ليس مستحيلا
فالرضا والصبر لا يتعارضان مع الألم!
والدموع بغير سخط طبعا
كما يقول ابن القيم
” ليس من شرط الرضا أن لا يحس بالألم والمكاره, بل أن لا يعترض على الحكم ولا يتسخطه…وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضا, كرضا المريض شرب الدواء الكريه, ورضا الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمأ”
اترك تعليقًا