التصنيف: حكاية
-
ولكن الخوف يمزق قلبي
يجلس أمام النار شاردًا في أفكاره وكما تأكل النار بعضها..تأكله أفكاره جلس بجانبه أخيه الأكبر وقال: ما بالك قد شردت إلى دواخلك! صمت لدقائق ثم قال: لا أدري إلى أين تسير بي الدنيا ولا أدري كيف سيكون حالي أذا لم أجد وظيفة! ضحك أخوه الأكبر ثم أجاب: هل تخاف على رزقك يا ابن أمي؟ أجاب: نعم أخاف والخوف يمزق قلبي وكيف لا أخاف وأنا لم أجد وظيفة إلى الان! وكأن الوظائف كلها لا تريدني! فقال الأخ: أترى الطيور التي تطير في السماء يا أخي؟ هل رأيتها يومًا وقد انتبذت مكانًا قصيًا وشردت تفكر في أرزاقها وطعامها لليوم؟ قال: لا لم أرها تفعل ذلك يومًا فقال الأخ: وأنت مثلها يا أخي رزقك كرزق الطير مكفول في السماء ولكن الطير خير منك فهو يظن بالله خيرًا ويتوكل عليه،وأنت هنا يأكل الخوف قلبك! لو أنك تتوكل على الله كما تتوكل الطيور عليه لوجدت رزقك يأتيك من حيث لا تحتسب.
-
ماهو لك لن يأخذه غيرك
بعد يوم طويل مُنهك سعى فيه جاهدا وباحثا عن وظيفه وضع رأسه على الوساده استعدادا للنوم ولكن ابى عقله الذي يغلي منفرط التفكير ان ينام ف كلما اغلق عينه صرخ عقله ” ماذا لو لم احصل على وظيفه هذه المره ايضا؟ ” فيتنهد ملئ صدره وتضيق به الأرض ولايدري حقا ماذا يفعل اذا لم يجد وظيفه هذه المره ايضا يحاول مجددا فيصرخ عقله مره اخرى ” ماذا لو ذهبت حياتي كلها ولم اجد لي اي وظيفه ؟” ولا يجد لنفسه اجابه يتقلب يمينا ويتقلب يسارا لعل حمى التفكير تتركه وشأنه ولكن لا جدوى يفتح هاتفه على تويتر يقلب في صفحاته حتى يجد شخص ما كتب تغريده يقول فيها “يا ابن ادم لو كان لك رزق فلن يأخذه غيرك ف ماهو مقدر ومكتوب لك لن يأخذه سواك ولو انك تفكرت بحديث الرسول عليه السلام ما اشغل قلبك نصيبك من الرزق” قال رسول الله ﷺ : ” لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ” رواه الترمذي اغلق هاتفه وضل ينظر امامه ويتسائل ان كان الطير لا يشغل قلبه رزقه ويجده في كل مكان اكون انا الأنسان الذي ميزني الله بالفكر اشغل قلبي والله كافل رزقي؟
-
حكاية المدونة
قبل عام في مثل هذا الوقت لم اكن املك مدونة ولكن كانت أملك حبًا للكتابة فقد كنت أكتب في نادي اسبوعيا، أكتب من هناوهناك لكن هذا لم يكن يكفي-بالنسبة لي- كيْ أحارب ذلك الشعور العملاق بالفشل-اذ انني صارعت العديد من الأمور في دراستي وفشلت- ولا زلت اذكر الى الان انني كنت اذاكر لأختبار منتصف الترم، كانت الماده شديدة الصعوبة ومُحملة بالمعلومات الكثيفة،فتوقفت بمنتصف مذاكرتي وقلت “سوف أجعل لي مدونة وأكتب فيها اسبوعيًا،سيصبح لدي نافذه اطل بها على العالم” وما بين المشوارة والأخذ بالرأي من صديقاتي العزيزات على اسم المدونه اخترت ان يكون” حكايات فاء” وبدأت في 9/1/2022 نشر اول تدوينة.. وبعدها لم اتوقف، نشرت العديد من التدوينات رغم ازدحام وقتي وشدة انشغالي،تجتاحني تارةً عدم الرغبة بالكتابة، وتارةً أخرى رغبة مُلحة في التوقف؛واحد المشاكل التي واجهتني هي انني لم اجد العديد من القارئين، ولكنني لم أتوقف عن الكتابة قط… فَلم تكن مدونة حكايات فاء مجرد مدونة انشر بها اسبوعيا فقط بل إنها اكثر من كل هذا أشعر أنها أصبحت جزء مني، فالمدونة كالوميض لي في حياتي، مؤنسة لي، فهي العمل الذي ينشغل به بالي وأستمتع بذلك، وتارةً اخرى كانت هي الملاذالذي اخرج فيه كلماتي الدفينة خلف قضبان صدري، اشعر بان المدونة تكبر وتتغير مثلي… ففي البدايه كان هدفي هو نشر قصصي القصيره وحكاياتي ثم لا أعلم كيف أصبحت اكتب بغزارة في لُجة الحياه عن كل ما يدور في خُلدي ولم يجد له متسع من الاصغاء ، وبعد ذلك كتبت المراجعات من حين لآخر.. وفي نظري أحبّ اضافه اضفتها لمدونتي هي”شهريات” أصبحت اتحمس شهريا للكتابه في هذا التصنيف.. ولم تتوقفت المدونة هنا فقط، بل أصبح لدي بودكاست “في لُجة الحياة” فقد قمت على عمل تحويل التدوينات الى صوتيات. https://on.soundcloud.com/egcpLTchb5dQDo3G6 والان بعد عام من اتخاذي لقرار عمل مدونة أريد أن أكتب ان هذا افضل قرار اتخذته في حياتي، فقد علمني الكثير من الامور والاهم من ذلك أصبح لدي شعور انني أملك نافذه أطل بها على العالم في النهاية اريد القول شكرا لكل من يقرا ولكل من كتب تعليقا ولكل من وضع اعجاب كنتم دوما حافزي للكتابة وان لم تعرفو ذلك والشكر موصول لكل من نشر لي تدوينة او كلمه
-
القلب الذي شُدت نياطه
تجر اقدامها بتثاقل وتدلف لمقر عملها حياها الحارس القريب من الباب فردت تحيته بايماءة ، وقفت امام المعرض الكبير الذي يضم رسوماتها المتعدده الألوان والاشكال وكأنها لم تترك فنا الا وتفننت به! وقفت امام مرسمها بردائها الخاص بالرسم تتأمل الألوان التي تناثرت هنا وهناك وقفت طويلا امام تلك اللوحه الفارغه من الألوان ويديها تمسكان بريشه تحاول فيها الرسم ولكنها عجزت هذا اليوم كما عجزت اليوم الماضي والذي قبله وكأن روحها سُحبت من بين ضلوعها وبقيت جسدا خاويا لا يقوى سوى على النظر والكلام البسيط ولا شي سوى ذلك يذكر تمر عليها الساعات هكذا في وقوفها الصامت والمذهول من عجزها التام حتى تسقط قدماها من الوقوف فتذهب خاويه الىمنزلها اخذت تحدث نفسها طوال طريق العوده للمنزل ” هل انتهيت انا؟ وانتهى كل شي لماذا لا يتوقف العالم لماذا لا زال كل شي مستمر الا رغبتي باستمرار الحياه والعمل؟ لماذا انا رغم كل ما اخوضه من عجز وشلل تام في الابداع والرغبه في الحياه لا زلت اخوض محاولات عديده ومريره تنتهيدائما بالفشل لماذا لا زلت رغم كل هذا الخواء الذي في روحي لا استستلم؟” فرد عليها صوت تعرفه من اعماقها ” لا لم تنتهي حتى لو تناثرت اشلاء وصارت روحك مرتع للخراب ، ولكنها الحياه كالفصول فيها الربيع الذي ملأت فيها الدنيابعطائك ومحبتك وفنك وفيها الخريف الذي يمزقك الآن ويصرخ فيك ان تتوقفي عن كل ما اردتيه وابدعتي فيه لأنك ما عدت قادره ولأنك وبصوره ماصرتِ شخص اخر غير الذي اعتدتيه فلا تضعفي لخريف العمر ان يجفف اوراقك ولا ان يخفت من نورك الوهاج ولا ان تسمحي لصرخاته المدويه ان توقفك فما بعد خريف الا ربيع ماطر بالخيرات ”
-
دار الذكريات الخالية
اعود اليوم لدار عشت فيها حين كنت في سن اصغر وقلب اصفى افتح الباب واجلس في احد اركان الغرفه .. هُنا في هذه الزاويه تحدثنا انا وصديقي طويلا في الصباح والمساء وهُنا تناولنا الطعام سويا وهُناك بكى ووضعت كلتا يدي على كتفيه وهُنا سقط وسارعت إليه وهُنا ضحك وهُنا بكى وهُنا وهُنا ذكريات وذكريات نقشت…
-
كمد أم
الليلة ستعلن اسماء المفقودين الذين سيعودون للوطن جلست على المقعد امام التلفاز بكل لهفتي وحماستي لأربع ساعات متواصله لم يرف لي جفن ، تفقدت عشرات المرات وضع النظاره الطبيه انتظر اللحظة التي تصف فيها اسماء المفقودين الذين عادو بعد سنوات للوطن . قلت لنفسي بفرحه لم استطع اخفاءها ” الليله سينتهي القلق ، الليله ستعم الفرحه ان شاء الله” استمعت للأسماء كلها وقرأت البيان لم أترك فيه حرف حتى حفظته فتشت بين السطور والكلمات لعل اسم ابني عبدالله من بينهم لكني اسقطته سهوا حتى شعرت بدموع تحرق وجنتي وكأنني فقدت ابني حديثا ، اشعر بقلبي الان يتمزق اضع يدي على صدري واقرأ ما تيسرلي من القران ولكن لا زالت دموعي غزيرة وكثيفه وفكره واحده تخترق روحي ” لن يعود ابني مع قوافل العائدين للمره الأربعين منذ اندلاع الحرب” رغم تكرار محاولات البحث لم يجدو ابني ، لسنة اخرى تقطع من عمري لم ينتهي انتظاري ولا فقدي لم ينتهي كمدي على ابني الوحيد ، لقد كان شابا في اوائل عشريناته حين خطفته الحرب منا لا لم يمت ولا لم يعد بقي في المنطقه الفاصله ما بين البين ، المنطقة التي لا امان الموت فيها ولا راحه العوده راقبت الباب في كل يوم مضى من عمري لعله في اي يوم يشاء يأتي لكنه لم يأت رغم طول مراقبتي لم يمر علي يوما وجه شاب من عمر ابني لم اتفحصه الالاف مرات لعلني اجد فيه ملامح ابني المفقود واصرخ هذا ابني ردوه لي ولكني حُرمت حتى من عينيه الحنونتين على انسان اخر يقول الناس لي ” يام عبدالله الا زلت تنتظرين ابنك بعد اربعين عام؟ ، لا بد انه ميت وانت تضيعين سنينك عبثا” لكنني اجيب بهدوء لا يقطع الأمل من عندالله وهل يعرف الذين ضربتني كلماتهم واسألتهم ماذا تعنيي لوعة فراق قطعة من كبدك؟ هل عرفو يوما كيف ينزف الانسان على طول طريق حياته وجعا لا ينقضي ولا يموت ؟
-
دموع في الطريق
يجلس هناك في اخر الحافله يضع رأسه على الزجاج ومع كل ضجيج الركاب وثرثرة المرأة التي على يساره الا ان عينيه ساهمتين ينظر الى الخارج البعيدكي لا يلمحو العينين المحمرتان من اثر الدمع المسكوب طوال الليليتنهد كأن قلبه سيخرج بعد دقائق لفرط الألم لكنه لا يخرج! يضع يديه المكبلتان بالعجز على كتفيه لعل الأمان يتسلل…